الصراع بين التاكسيات والزبائن في المغرب.. مَن يظلمُ من؟

 الصراع بين التاكسيات والزبائن في المغرب.. مَن يظلمُ من؟
آخر ساعة
الأثنين 15 أبريل 2024 - 19:03

هو صراع طويل ومستمر بين الطرفين في المغرب: الزبائن وسائقي التاكسيات.

يتلقى سائقو التاكسيات سيولاً من النقد، والشتائم للأسف، منذ عقود، ويوصفون بأقذع الأوصاف في أحيان كثيرة، وتنسب إليهم الكثير من الصفات القبيحة.

بالمقابل، يشتكي أغلب سائقي التاكسيات، في مختلف المدن المغربية، من مهنتهم التي يصفونها بكونها "الأسوأ" وأنهم لو وجدوا بديلا لسارعوا إليه، نظراً لكونها مهنة تدر دخلا محدودا جدا وتضعهم بين براثن "مول لاكريما" والزبائن الذين يكون الكثير منهم مزعجين.

ومن حين لآخر، تقع حادثة فتلتقطها كاميرات الهواتف، فيعود النقاش إلى السطح مجددا، وتنهال على التاكسيات خصوصا آلاف الانتقادات.

في حادثة طنجة الأخيرة، لم يظهر في الفيديو سوى جزء من الحكاية، لذا فإن أي حكم مسبق، غيرَ حكم القضاء، سيكون غيرَ منصف، باستثناء ما بدا واضحا من استعمال العنف، والذي يبقى مرفوضاً جملةً وتفصيلاً.

بالمقابل، من الواضح أن "رخصة الثقة" لم تعد تحمل من هذا الوصف سوى الاسم، وقلة فقط من السائقين القدامى من لا زالوا يحترمون هذه "الثقة"، ويتعاملون معها باحترام وتقدير.

ومن الجليّ أن هذه الرخصة أصبحت فعلا تمنح لمن هب ودب، في قطاع عمومي هام جدا ويمس صورة المغرب داخليا وخارجيا، فسائق التاكسي، هو أول شخص قد يلتقيه السائح، محليا كان أو أجنبيا، وبالتالي فقد يشكل هذا الأخير الانطباع الراسخ الذي سيبقى في ذهن الزائر إلى الأبد عن المغرب. فماذا لو لم يكن هذا السائق أهلا للثقة؟

التعامل مع قطاع سيارات الأجرة كقطاع ثانوي دون إيلائه الاهتمام الواجب من طرف السلطات هو الذي أفرز هذه الظواهر، ولكن رب ضارة نافعة، فمن الواضح أن الوقت قد حان، ونحن على أبواب تنظيم كأس العالم، لإعادة النظر في منظومة رخص الثقة.

من الواضح أن وزارة النقل تشتغل على كثير من الملفات مؤخرا، وقد فرضت دفاتر تحملات جديدة على أكثر من قطاع، فلماذا بقيت سيارات الأجرة ورخص الثقة خارج هذا المخطط؟

صحيح أن سائقي سيارات الأجرة يعانون أيضا على أكثر من صعيد، آخر ذلك ظهور تطبيقات النقل، التي يرونَ أنها تقلل من فرص اشتغالهم (ولو أن ذلك لم ينعكس لحد الآن على أرض الواقع).

لكن عموما، فإن تنظيم هذا القطاع وإعادة هيكلته، وعلى رأس ذلك مسألة رخص الثقة، سيعيد إلى القطاع هيبته، وإلى الزبائن احترامهم للسائقين، وللمغرب صورته الجميلة التي نريد أن يأخذها السائق معه.

ويبقى في الأخير ضرورة الإشارة إلى أن ما لا تلتقطه الكاميرات يبقى دائما أفدح مما تلتقطه، لذا فالتحرك السريع هو الحل لكي لا تتكرر مشاهد كالتي رأينا في طنجة أو مراكش، أو غيرهما.